نصر المجالي من لندن: قالت مصادر بريطانية الليلة أن القيادة السعودية ابلغت خلال محادثاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم موقفها الحازم من ضرورة سحب فوري للقوات السورية العاملة في لبنان من دون إبطاء، ونقلت الوكالة البريطانية الرسمية للأخبار عن مصادر لم تسمها قولها أن الرئيس السوري أجاب القيادة السعودية بأنه يدرس حاليا قرار انسحاب جزئي مع نهاية الشهر الحالي. ومن جهتها قالت هيئة الإذاعة البريطانية أن الرئيس السوري يخشى مواجهة في داخل سورية إذا قرر الانسحاب الشامل من لبنان، ويلاحظ أنه لأول مرة فإن بي بي سي اعتبرت الوجود العسكري السوري في لبنان بمثابة غزو عسكري منذ العام 1976 ، مشيرة في تقرير لها الليلة أن سورية تجاوزت قرارات الطائف التي كانت تطالبها بالانسحاب التدريجي من بعد دخول قرارات الطائف حيز التنفيذ العام 1989 ، حيث حاز الاتفاق على إجماع مختلف الفضائل اللبنانية المتناحرة آنذاك، برعاية سعودية ووساطة جزائرية. .

وفي تقريرها قالت الوكالة البريطانية على هذا الصعيد، أن المملكة العربية السعودية كانت حاسمة اليوم القيادة السعودية اتخذت اليوم موقفا متشددا حاسما خلال محادثات ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس السوري في الرياض اليوم. وأشارت إلى أن الرياض أصرت خلال المحادثات على ضرورة "سحب القوات والاستخبارات أيضا في أقرب الآجال".

وإليه، قالت هيئة الإذاعة البريطانية على هذا الصعيد، أن السعودية ومصر تعملان معا في محاولة لتخفيف الضغط الدولي عن سورية، وأشارت إلى "أن البلدين العربيين الكبيرين يحاولان الوصول إلى آلية عملية لتأكيد الانسحاب السوري من لبنان"، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية أن الموقف المصري السعودي تم بحثه خلال لقاء الرئيس المصري حسني مبارك اليوم مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.

ونقلت بي بي سي عن المتحدث الرئاسي المصري سليمان عوض قوله أن "الآلية التي يتم البحث مصريا وسعوديا للتوصل إليها مع سورية تستند إلى التزاوج بين اتفاق الطائف والقرار الدولي 1559 ، مع الأخذ بعين الاعتبار ما صرحت به سورية في 21 فبراير الماضي عن عزمها الانسحاب من لبنان".

يشار إلى أن وزيري خارجيتي سورية فاروق الشرع ولبنان محمود حمود لم يشاركا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة اليوم للتمهيد للقمة العربية في الجزائر. وقال وزير الخارجية السعودي أن اجتماع المجلس الوزاري لم يتطرق إلى الموضوع السوري واللبناني نظرا لغياب الوزيرين، وقال "تلقينا طلبا من دمشق بعدم إشارة أي موضوع، ونحن التزمنا بذلك".

يذكر في الختام، أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان في في الرياض ، وتوجه على الفور للمشاركة في اجتماع القاهرة، بينما لم يشارك الشرع الذي عاد على متن طائرة الرئيس بشار الأسد بعد انتهاء المحادثات مع القيادة السعودية إلى دمشق.